مصير نتنياهو..!!

ثلاثاء, 24/06/2025 - 20:47

يؤكد الدكتور أحمد فؤاد نور، الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، في تصريحات خاصة "لمصراوي"، أن نتنياهو قاد العملية في 13 يونيو الماضي معتقدًا أنه سيحقق نصرًا سريعًا ومنخفض التكلفة، وأن إيران سترفع الراية البيضاء بعد الضربة الأولى. كما اعتقد أن الدعم الأمريكي المتوقع سيضمن له استسلامًا إيرانيًا كاملاً، وهو ما لم يحدث.

وأوضح نور أن هذه الحسابات كانت "وهمًا" من نتنياهو، وأنه لم يحصد شيئًا من تلك المغامرة سوى تعميق جراح الداخل الإسرائيلي. وأضاف أن رئيس الوزراء سعى لاستخدام الحرب كورقة ضغط لصرف الأنظار عن محاولاته السيطرة على القضاء، بعد أن أحكم قبضته على السلطتين التنفيذية والتشريعية عبر سيطرته على الكنيست وتشكيله للحكومة.

 

وأضاف: "ما يسعى إليه نتنياهو هو تكبيل السلطة القضائية التي تعدّ الكابح الوحيد لنفوذه، ما يشكل تهديدًا كبيرًا لمبدأ الفصل بين السلطات في النظام الديمقراطي الإسرائيلي، وأثار مخاوف عميقة داخل الرأي العام".

 

وأشار نور إلى أن مقارنة الوضع الحالي بالحروب السابقة تكشف حجم الفارق؛ ففي عام 1982، كان الخطر يتهدد شمال إسرائيل فقط، وسُميت العملية حينها بـ"السلام من أجل الجليل"، أما اليوم، فقد باتت كل مناطق الداخل عرضة للصواريخ، بدءًا من تل أبيب إلى بئر السبع، في وقت يتحدث فيه الإسرائيليون عن الخسائر البشرية والمادية غير المعلنة.

 

وشدد على أن الرأي العام الإسرائيلي لا يزال يذكر قضية المحتجزين الذين تم تهميش ملفهم تمامًا خلال التصعيد، في مشهد يزيد من حدة الغضب الشعبي، مؤكدًا أن ما سيحدث بعد كشف حجم الخسائر سيكون نقطة تحول في المشهد السياسي.

 

وقال نور إن المرحلة المقبلة قد تشهد تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية، ومحاولات لسحب الثقة من الحكومة داخل الكنيست، خاصة إذا تخلت بعض الأطراف داخل الائتلاف عن نتنياهو مقابل ضمانات سياسية من المعارضة. ولفت إلى أن المعارضة كانت تستعد لحل الكنيست قبل اندلاع الحرب، وقد تستغل اللحظة مجددًا.

 

كما أشار إلى أن المحكمة العليا تضغط من جانبها لإجبار الحكومة على تجنيد الجميع في الجيش، بمن فيهم الحريديم، وهو أمر يهدد بتفجير خلافات داخلية إضافية.

 

"نشوة انتصار مؤقتة.. لكن الحساب آتٍ"

في المقابل، يرى الدكتور حسن مهرج، المحلل المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو يعيش حاليًا ما يشبه "نشوة النصر" داخل إسرائيل، إذ تنظر إليه قطاعات واسعة في الشارع كمن تجرأ على توجيه ضربة لإيران، وهو ما أكسبه دعمًا كبيرًا قد يدفعه للمطالبة بانتخابات مبكرة خلال فترة وجيزة.

  

بحث